16‏/12‏/2011

لأنها حرام.. الموسيقى الغربية "سرية" في إيران

رويترز
على بعد خطوات من شوارع المحافظين في العاصمة الايرانية طهران يتدرب أعضاء فرقة بومراني الموسيقية الذين يرتدون قمصانا على الطريقة الغربية وسراويل الجينز على أداء موسيقى البلوز والكنتري ويغنون في استوديو مقام في قبو تنيره أضواء خافتة.
يقول مغن في الفرقة يدعى بهزاد متحدثا عن نقص التمويل والدعم الذي تجده فرق موسيقية تعمل في ايران بعيدا عن أعين السلطات "عادة ما ندفع بأنفسنا تكلفة كل شيء..من العروض التي نقدمها الى البدلات الشهرية التي نخصصها كأفراد لكي نتمكن من انجاز كل شيء له صلة بالفرقة. الفرق الموسيقية التي تعمل في الخفاء ليس لديها بالفعل دخول مناسبة ولا أحد يستطيع ان يدعمنا ماديا."
يحرص أعضاء فرقة بومراني الذين يتدربون بانتظام في استوديوهات في أنحاء طهران على أداء أغنياتهم بلغتهم الام..الفارسية، لكن وفي ذات الوقت وكفرقة ايرانية تسعى بومراني لتوزيع موسيقاها ونيلها القبول. وفي هذا الاطار قبلت شركة اي تيونز ألبوم الفرقة "سماء صفراء وشمس زرقاء" ووزعته على الصعيد العالمي.
يشار الى انه من أجل توزيع الموسيقى في داخل ايران نفسها يتعين الحصول على موافقة وزارة الثقافة والارشاد التي تفحص الكلمات والموسيقى لتتيقن من انها تلائم المعايير الاخلاقية المطبقة في الجمهورية الاسلامية، ويجيز النظام في ايران الموسيقى الفارسية التقليدية وبعض أنواع موسيقى البوب الاخرى لكن موسيقى مثل الروك والكنتري والهيب هوب لا تزال تعزف وتسمع بعيدا عن أعين السلطات.
لكن كثيرا من الفرق الموسيقية في ايران لاتزعج نفسها بالسعي للحصول على اجازة أو ترخيص من السلطات لموسيقاها وتحاول توقيع عقود مع شركات عالمية أو وضع موسيقاها على مواقع الكترونية تحظرها الدولة وان كان بوسع من لديه مهارة الكترونية الولوج لها، وقد صور فيلم "لا أحد يعرف الكثير عن القطط الفارسية" في عام 2009 نضال الموسيقيين الايرانيين ضد الرقابة. وحظرت الحكومة الايرانية الفيلم.
هناك فرقة أخرى تدعى زاكس متخصصة في موسيقى الهيفي ميتال تتدرب وتقدم عروضها بعيدا عن أعين السلطات في ايران.
قال مغن وعازف جيتار بالفرقة التي تقدم عروضها في استوديو ضيق يدعى أريا (20 عاما) لتلفزيون رويترز "لم تعد هناك أي مشكلات حتى الان. لاننا في حرص شديد من تلقاء أنفسنا فيما يتعلق بالضوضاء والحضور والانصراف..لاشيء... لاننا جعلنا هذا المكان عازلا للصوت تماما والضجيج لا يسمع بالخارج."
يذكر أنه في ايران التي تزدهر فيها الفرق الموسيقية غير الشهيرة بعيدا عن أعين السلطات يرى كثير من رجال الدين ان الموسيقى حرام.
يعتبر المحافظون الموسيقى الغربية والافلام والمسلسلات التلفزيونية جزءا من "حرب لينة" متعمدة يشنها الغرب لافساد شباب ايران.
الا ان دخول الشباب الى الانترنت وانتشار مشاهدة المحطات الفضائية المحظورة معناه ان الثقافة الغربية منتشرة بين الشباب الاقل من 30 عاما في ايران التي يقدر عدد الشباب في سكانها بنحو 70%.

ليست هناك تعليقات: