10‏/03‏/2013

هل ينجح الصحفيون في لم شمل جمعيتهم العمومية ؟






يواجه الصحفيون يوم الجمعة المقبل تحديا كبيرا يبدأ عند توجههم صباحا لتسجيل أسمائهم في الجمعية العمومية لنقابتهم العريقة، بعد أن فشلوا في إكمال النصاب القانوني في الأول من مارس الجاري، وهو ماتطلب حضور 50% + واحد، وبالتالي تم تأجيل الانتخابات للجمعة المقبل ويتطلب عقد الجمعية العمومية في هذه الحالة حضور 25%+ واحد من الأعضاء "المسددين لاشتراك العام الجديد 2013".. فهل يجتمع شمل الجماعة الصحفية ويكتمل النصاب هذه المرة لتتم الانتخابات التي تواجه هي الأخرى تحديات كبيرة تحارب الجماعة الصحفية من أجل تحقيقها؟
أهم هذه التحديات تعديل المواد الخاصة بحرية الصحافة التي تضمنها الدستور الجديد، والعمل على محاولة تعديلها لتتوازى مع قيام ثورة 25 يناير، ولتحقق مطلبا هاما طالما حاربت الجماعة الصحفية من أجله طويلا، وهو حرية الرأي والحصول على المعلومات بما يحقق الشفافية بين الدولة والمواطنين، ودفع كثيرون من الصحفيين أرواحهم فداء لتفعيل هذا المبدأ، آخرهم الحسيني أبوضيف الذي اغتالت رصاصات الغدر كاميرته قبل اغتيال جسده.
إضافة لذلك فإن التحديات تطال الحفاظ على حيادية ومهنية المهنة وأبنائها، وكما يعترف أبرز إسمين يتنافسان على منصب النقيب في هذه الانتخابات وهما ضياء رشوان وعبدالمحسن سلامة، فإن الانتماءات السياسية لن تنتهي داخل النقابة، لكن من المهم بمكان تنحيتها جانبا في العمل النقابي الذي يجب أن ينصهر الجميع في بوتقته.
تواجه النقابة أيضا أهمية النجاة من طوفان الأخونة الذي يجتاح مؤسسات الدولة، فالنقيب الحالي "ممدوح الولي" ثبت انتماؤه الأخواني، بعد أن كان يتكتم ذلك مكتفيا بما يشار إليه من أنه "محسوب" على التيار الإسلامي أو الأخوان.
 كمت تواجه النقابة والمجلس الجديد معضلة زيادة إيرادات النقابة، و"نكش" موضوع دفع المؤسسات الصحفية للنقابة نسبتها من الإعلانات الصحفية وهو موضوع دائم التأجيل، من شأنه إنعاش صندوق النقابة لمواجهة أعباء خدمة الأعضاء.
يتنافس على منصب النقيب في المجلس الجديد 5 مرشحين أبرزهم، عبد المحسن سلامة، وضياء رشوان، فيما يتنافس على 6 مقاعد عضوية بالمجلس الجديد 47 مرشحا.
ينتمي "سلامة" إلى الحزب الوطني المنحل وكان عضوا به، وتم ترشيحه على قوائمه في انتخابات 2010، فيما ينتمي "ضياء رشوان" للمعارضة، وهو عضو في حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي.
كان عدد من أبرز أعضاء النقابة قد اصدروا منذ أيام بيانا طالبوا فيه الصحفيين بالانحياز للمهنة وإعلاء رايتها، وطالبوا المجلس الجديد للنقابة بفتح قضايا الفساد في المؤسسات الصحفية ومحاسبة الأعضاء المتورطين، وهو مايعكس رؤية قطاع كبير من الجماعة الصحفية لهموم صاحبة الجلالة والمنضوين تحت لوائها.

الكابتن غزالي





لم يكن "الكابتن غزالي" يعرف أنه قد ابتلي بالشعر، إلا حين اضطرته أحداث نكسة 1967 وحرب الاستنزاف، لينخرط فورا في المقاومة الشعبية، ثم يكوّن فرقة "ولاد الأرض" التي كان أعضاؤها من أفراد المقاومة.. ليمتشق آلة السمسمية ويطلق أشعاره قذائف من لهب تبث الحماس في قلوب الجيش والمقاومة.
قبل النكسة كان "الكابتن غزالي" ممارسا لدوره الوطني –بعيدا عن الشعر- بقناعاته الخاصة، وقد انضم لصفوف الفدائيين ضد الاحتلال الإنجليزي منذ العام 1946، وبعد قيام ثورة يوليو 1952 أصبح أمينا للشباب، وكان مؤمنا بمصر وبدورها وأهميتها في العالم.
استمد "غزالي" لقب "الكابتن" الذي التصق به دون أسماء وألقاب أخرى كثيرة، من ممارسته لرياضة المصارعة، فقد كان مصارعا وحاز بطولة "المملكة المصرية" قبل قيام الثورة، كما أنه مارس تدريب المصارعين الشباب بعد ذلك.
رغم ارتباط "الكابتن غزالي" بالسويس، إلا أن جذوره صعيدية، فمسقط رأسه في قرية "أبنود" بمحافظة قنا، وهي القرية التي ينتمي لها وينتسب الشاعر "عبدالرحمن الأبنودي"، وقد وٌلد الكابتن في عام 1928 .
وكما اختارت أغاني المقاومة فنانها، فقد اختار هو طريقه في الحياة عن وعي وإدراك، وهو طريق النضال الوطني والمقاومة الشعبية، وعند وقوع النكسة، رفض فكرة "التهجير" والابتعاد عن السويس، شأن كثيرين رابضوا في مواقعهم واكتفوا بنقل أهلهم إلى محافظات مصر المختلفة بعيدا عن الحرب، وحيث الأمان متوافر بنسبة أكبر، في مدن الدلتا أو الصعيد.. ليعود الشباب ويكوّنوا بذور المقاومة الشعبية، التي انخرط فيها كثيرون من شباب مصر، ويختط "الكابتن غزالي" خطه الخاص في الحياة والمقاومة، وليكشف الموقف عن شاعرية متوهجة تبدع أشعارها لتسكن القلوب وتترنم بها الألسن.
قدم "الكابتن" مع فرقة "ولاد الأرض" 600 أغنية كانت بمثابة بيانات عسكرية تترجم الأحداث في كلمات ملتهبة، تلتهب معها المشاعر.
رغم أهمية كل أغاني "الكابتن غزالي" فإن من أهمها:
"بينا ياللا بينا
نحرر أراضينا
وعضم اخواتنا..
نلمه نلمه
نسنه نسنه
ونعمل منه مدافع..
وندافع
ونجيب النصر..
هدية لمصر"
وكتب أيضا: «غنى يا سمسمية/ لرصاصة البندقية/ ولكل إيد قوية/ حاضنة زنودها المدافع/ غنى لكل دارس/ فى الجامعة والمدارس/ ولمجد بلاده مارس»
رغم سنواته الـ 85، فإن "الكابتن" مايزال منحازا للناس أكثر من أي شئ، فاتحا بيته وقلبه لهم، ممارسا دوره النضالي الصعب في تثقيفهم، ويرى أن بقاءه مع الناس تكريم أهم من إطلاق اسمه على أحد شوارع السويس، ويظل منحازا للأمل والمستقبل ليهدي لثورة 25 يناير قوله:
"طالعة من التحرير ثورة ما شاء الله عليها
ثورة شباب مغاوير طاهرة لا شىء عليها
طالعة من التحرير موالها سلمية
الشهداء تلال نور والشهقة عربية
والشعب هو الجيش والثورة مصرية"