28‏/05‏/2011

والله نحنا مع الطيور


أغنية الفنان والصديق السوداني الكبير الراحل "مصطفى سيد أحمد".. الذي مازلت أشتاق إليه.

والله نحن مع الطيور الما بتعرف ليها خارطة 
ولا في إيدها جواز سفر
نمشي في كل المدائن 
نبني عشنا بالغناوي وننثر الأفراح دُرر 
الربيع يسكن جوارنا والسنابل تملا دارنا 
والرياحين والمطر 
***
والحبيبة تغني لينا لا هموم تسكن دروبنا 
ولا يلاقينا الخطر وين يلاقينا الخطر
لو بقينا مع الطيور الما بتعرف ليها خرطة 
***
ولا باكر يا حليوه لما أولادنا السمُر 
يبقوا أفراحنا البنمسح بيها أحزان الزمن 
نمشي في كل الدروب الواسعة ديك 
والرواكيب الصغيرة تبقى أكبر من مُدن
*** 
إيدي في إيدك نغني 
والله نحن مع الطيور الما بنعرف ليها خرطة 
ولا في إيدها جواز سفر

14‏/05‏/2011

ثورات مصر.. سيناريو واحد ضد احتلال مصر من الغريب والقريب


ما أشبه الليلة بالبارحة».. قاعدة تاريخية تكاد تنطبق على عالمنا العربى، خاصة فى القرن الماضى الذى شهد تراجعاً تاريخياً، وشاع فيه تراجع العلوم، والأنظمة المستبدة، وصارت الأمة العربية أمة تابعة بعدما كانت رائدة فيما مضى من التاريخ العربى، غير أن مثل هذه الأنظمة المستبدة كثيراً ما كانت تنسى أو تتناسى أن التاريخ يعيد نفسه مع ما يندلع ضدها من ثورات، وحركات مناهضة نجحت فى نهاية المطاف فى دحر الاستبداد والقهر لتنتصر مشيئتها فى نهاية الأمر، حيث الله غالب على أمره، وفى مصر تحديداً تكرر هذا التاريخ الثورى أكثر من مرة وفى أكثر من عهد، فقد اندلعت ثورات مماثلة لثورة 25 يناير 2011، مع اختلاف السيناريوهات والخلفيات التاريخية، ومنها ثورتا القاهرة الأولى، والثانية، خلال الحملة الفرنسية على مصر، وثورتا 1919 ضد الاحتلال البريطانى، وثورة 1924، وثورة 1935، وثورة 23 يوليو، التى نجحت بمباركة ودعم شعبيين، ونحن هنا نقدم ملفاً توثيقياً لبعض من هذه الثورات والمظاهرات بتفاصيل أحداثها وشهدائها وأبطالها ونتائجها، ونفتتحها بثورة 1919.
كانت ثورة 1919 اندلعت بعدما ظن كثيرون فى الخارج أن روح الثورة خبت فى عروق المصريين، ولم يبخل شباب مصر على هذه الثورة بأرواحهم بعدما ظن المستعمر البريطانى أن إزهاق روح بعض الشباب سيرهب الآخرين، فإذا باستشهاد الكثير من الشباب يذكى لهيب الثورة، أما الثلاثة الذين ذهبوا لمقابلة المعتمد البريطانى فكانوا سعد زغلول، وعلى شعراوى، وعبدالعزيز فهمى، وتوسط لهم فى هذه المقابلة حسين رشدى باشا، رئيس الحكومة وقتها، فقال المعتمد البريطانى لـ«رشدى باشا»: «كيف سوغ هؤلاء لأنفسهم أن يتحدثوا باسم الشعب المصرى»، فإذا بهذا الاعتراض يوحى للوفد بعمل صيغة توكيل للوفد ليتحدث باسم الأمة، فكانت حملة التوكيلات فى طول البلاد وعرضها، وأقبلت طوائف الشعب على توقيعها فكان ذلك أول تحد للسلطة.
لكن «سعد» تحدى، ورأى أن مطالب «الوفد» مشروعة، ولم يمض سوى يومين حتى تم اعتقال «سعد» وصحبه كل من حمد الباسل، ومحمد محمود، وإسماعيل صدقى، غير أن هذا لم يرهب باقى رجال الوفد، بل أشعل حماستهم، واجتمع الوفد فوراً برئاسة وكيله على شعراوى باشا، وقرر الجميع السير على نفس النهج، وفتحت صفية زغلول بيت الأمة لاجتماعات الوفد الذى أرسل أعضاؤه مذكرة احتجاج على الاعتقال، لكل من السلطان العثمانى ورئيس الحكومة البريطانية، لتندلع شرارة الثورة، ويبدأ الطلبة حمل أول مشاعلها، فى نفس يوم نفى الزعماء، ففى التاسع من مارس، كان طلبة المدارس العليا أول من أظهر رد الفعل الشعبى الغاضب، على نفى قادة الوفد، فأضرب طلبة الحقوق أولاً عن الدراسة، ثم ذهبت مجموعة منهم إلى عبدالعزيز باشا فهمى، لاستشارته فغضب وثار فى وجوههم، وطلب منهم أن يتركوا رجال الوفد، ليعملوا ويقوموا بالمهمة، وانصرف الطلاب غاضبين وثاروا دون انتظار، حتى إن ناظر مدرسة الحقوق الإنجليزى (والتون) حاول إثناء الطلبة ففشل، فاستعان بنائب المستشار البريطانى الأكبر سناً لعل الطلاب يتأثرون به، فإذا به يزيد الطين بلة، عندما قال لهم اهتموا بدروسكم، ودعوا السياسة لآبائكم فاستشاطوا غضباً، وزادت حماستهم، وردوا عليه بقولهم: «لكنكم سجنتم آباءنا ولا نريد أن ندرس القانون فى بلد يداس فيه القانون»، وانضم إليهم طلبة المهندسخانة (الهندسة)، ثم طلبة مدرسة الزراعة والمدارس الثلاث التى تقع فى محيط الجيزة، وانضمت إليها طوائف الشعب، واعتقل الإنجليز 300 طالب، ولم يستطيعوا تفريق المظاهرات، إلا مع حلول الليل.
كانت المظاهرة الكبرى فى السابع عشر من مارس، حين جرب الإنجليز الملاينة وسمحوا بسير المظاهرات، بل سار الحكمدار (راسل) فى سيارته على رأس المظاهرة الحاشدة، وما عليها من نظام غير أنه كان هناك من أراد أن يكدر صفو المظاهرة، وأن يوقع فتنة فأطلقوا الرصاص من بعض النوافذ، فسقط قتلى لكن الشعب الرائع أفسد الفرصة على المتآمرين، فنحى جثث شهدائه وواصل المسيرة الجبارة فى سلام ومنع الإنجليز أى مظاهرات فى اليوم التالى. ولعل أروع ما أبرزته ثورة 1919 تلك الملحمة الوطنية بين الأقباط والمسلمين، إذ ظن الإنجليز قبل ذلك، أنهم شقوا هذا الصف الوطنى بالإيقاع بين الأقباط والمسلمين، فإذا بهم يرون ذلك التلاحم وهذا الهتاف الرائع «يحيا الهلال مع الصليب» و«الدين لله والوطن للجميع» وهى هتافات من ابتكار الضمير الوطنى المصرى، صاغتها الإرادة الوطنية بتلقائية وبلا تصنع.
وأعلنت مدينة زفتى بالغربية استقلالها فى 18 مارس، وتم تأليف لجنة برئاسة يوسف الجندى، لحكم المدينة ووضع مأمور المركز نفسه بكل قوات البوليس، تحت تصرف اللجنة الحاكمة، التى راحت تباشر مهام الدولة المستقلة بل صنعوا علماً خاصاً بها. وفى القاهرة تحركت مظاهرة من بولاق قاصدة الأزهر، وواجهها الإنجليز وقتلوا من قتلوا، وفى التاسع عشر من مارس وقعت معركة فى الفيوم، حينما وقع صدام مسلح بين البدو والجيش الإنجليزى، وكان البدو قد قرروا الانتقام لاعتقال زعيمهم حمد الباسل ونفيه، وعامل الإنجليز البدو معاملة الأعداء فى المعركة، ورأوا أنه يتعين إبادتهم، وفى هذه المعركة استشهد نحو 400. وفى بورسعيد، فى 21 مارس، سقط فى المواجهات 7 شهداء و17 جريحاً، وحين علمت جموع الشعب بتعيين «اللنبى» مندوباً سامياً، وهو الذى تنخلع القلوب لوحشيته وفظاظته، زاد هذا من تحديهم وإصرارهم على مواصلة الثورة مادامت إنجلترا عمدت لترهيبهم.

09‏/05‏/2011

من يخون الوطن.. الحاكم أم المحكوم؟


اتسع الخرق على الراقع، ولم تعد سياسة الترقيع حلا لشئ، لكن المبجّلين ممن يحكمون البلد حاليا لايريدون أن يفهوا هذا.. طبعا هم شبوا على أفكار خاطئة ولم يتعودوا أو لم يتعلموا كيفية البحث عن أفكار لحلول جديدة، لم يتعودوا دراسة الحالات المشابهة في دول الدنيا علهم يجدون حلا لأي مشكلة.. لكن متى يعون الدرس والسيف على الرقاب.
قلنا من قبل أن الطائفية مشكلة حقيقية بذورها مغروسة في أرض الثقافة الشعبية للمصريين، وبالتالي فالمشكلات