01‏/04‏/2011

للثورة أغني


هل انتبهتم ياأصدقائي إلى الأغنيات التي بدأنا نسمعها بعد ثورة 25 يناير، ألم تلاحظوا أن 99% منها أغنيات قديمة، يعود بعضها إلى الخمسينيات والستينيات، وهي أغاني "عبدالحليم حافظ" و"صلاح جاهين"، ثم أغاني "شادية" التي تذوب عشقا في الوطن والتي تحولت الأغنية الوطنية معها إلى أغنية حب شديدة العذوبة.
ألم تسألوا أنفسكم لماذا العودة إلى رموز الفن في أزمنة سابقة.. سواء لاحظتم أم لا، سألتم أنفسكم أم لم تسألوا، المؤكد أن الإجابة لديكم وهو ماأحب التأكيد عليه، أو لفت نظر من ينتبه له.. والسبب أن عصر النظام الذي أصبح سابقا كان عصر تجريف للإبداع والمواهب الحقيقية، وكان أنصاف الموهوبين هم نجوم العصر، يتم دعمهم من الوسائل الرسمية لبث كل مالديهم من غثاء.. وكانت النتيجة الطبيعية هو اختفاؤهم وقت الحاجة، وقت أن كانت الثورة تتطلب أغنيات تلهب الجماهير، فكيف يلهب مطربو الأرداف والنهود وكل ماهو عورة جماهير ثورة تزأر في الشارع؟
الرؤية تشمل كل الفقاعات التي آذت أسماعنا وأثارت قرفنا في الفترات الماضية.. في المقابل هناك قلة قليلة جدا على رأسهم "محمد منير" الذي كان حاضرا في المشروع الوطني منذ بداية مشروعه الفني، ليس بهدف سوى تقديم أغنية مختلفة تمس إحساس الناس وضمائرهم ووجدانهم.. مسألة تقديم أغنية "إزاي" ليست مفاجئة لمن يعرف "منير"، فالأغنية الوطنية، أو أغنية عشق الوطن ضارة بجذورها في تاريخ منير ووعيه.. ورغم أهمية "إزاي" في توقيتها، إلا أنني تمنيت بعدها وللوهلة الأولى أن تعود الإذاعة والتليفزيون إلى بث الأغنيات القديمة لمنير، وهو ماحدث فعلا وهي أغنيات رقيقة تذوب عشقا في الوطن، منها "ياعروسة النيل ياحتة من السما" و"اتكلمي" و"حدوتة مصرية" و"أنا قلبي مساكن شعبية".
ألم أقل لكم أن المسألة ليست صدفة، بين فنان يغني مع الناس، وآخر يغني عليهم.

ليست هناك تعليقات: