16‏/05‏/2013

محمد منير والأغنية الأمل




"محمد منير" ليس مجرد مطرب، وليس مجرد صوت يغني، لكنه صوت وراءه عقل مثقف، يجعله "يتخندق" بين الناس ويغني من موقعه بينهم.. لذلك فإن "منير" ومنذ أول ألبوماته الغنائية يغني لمصر والإنسان والحرية بشكل مباشر وغير مباشر، منذ "بنتولد" مرورا بـ "اتكلمي" و"حدوتة مصرية"، ووصولا لـ "خايفة ليه".. فأغنيات "منير" ترمومتر للحالة المصرية بصور وأشكال مختلفة.. لذلك فأن يقدم "منير" أغنية جديدة معناه أن له رأيا سيقوله، لتتحول الأغنية إلى بيان "غنائي" من فنان نصبه الجمهور ليكون "الملك".
نفحة أمل جديدة يضخها محمد منير في أغنيته الجديدة "خايفة ليه"، قياسا بأغنيته "إزاي" التي صدرت بعد قيام ثورة 25 يناير.
أغنية "إزاي" التي كانت إحدى أغنيات قليلة صدرت بعد الثورة، وإحدى أغنيات أقل اشبكت مع الثورة بقصد ووعي ونقد ذاتي، قبل أن يكون نقدا للآخر، لكنها كانت خطوة ضرورية لابد لـ "منير" ان يخطوها، ليسجل رأيه "غناء" في الحدث الأهم.
نذكر أن "إزاي" جاءت معترفة بالمشكلة دون تنصل منها، معترفة بفعل العشق دون قدرة على بلوغ الأمل.. هناك لوم للذات على العشق، وإصرار على التشبث به رغم ذلك، فجاءت الأغنية مسربلة بالحزن، مفعمة بالخوف، فاقدة للأمل.
تبدل الوضع في أغنية "خايفة ليه" التي أكسبتها التجربة الجرأة في الدعوة لرفض الخوف، مستمدة الأمل هذه المرة من الواقع المادي والمعنوي الملموس في وجود الأولاد وضحكة الصغار المضيئة كالشمس مؤكدا "قلبك طمنيه.. بحرك كمليه"، لترسل الرسالة سريعا، وتشير لشمعة الأمل التي لم يستطع الكثيرون رؤيتها في آخر النفق، فيما رآها "منير" لتكون أغنية الأمل، الأمل في تكملة المشوار للوصل إلى الغد المنشود.
عبدالرحيم كمال

ليست هناك تعليقات: