06‏/06‏/2013

الإسراء والمعراج.. معان مستمرة





﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾
توافق الليلة –ليلة السابع والعشرين من رجب- ليلة الإسراء والمعراج، وفيها تم أحد أهم الأحاث التي تمس العقيدة في الدين الإسلامي، وعلى إثرها صدق بعض المسلمين الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم- وزادوا إيمانا، فيما كذب بعض منهم الرسول وارتدوا عن الإسلام.
الإسراء هو تلك الرحلة الأرضيَّة وذلك الانتقال العجيب، بالقياس إلى مألوف البشر، الذي تمَّ بقُدْرَة الله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والوصول إليه في سرعة تتجاوز الخيال.
وأمَّا المعراج فهو الرحلة السماويَّة والارتفاع والارتقاء من عالم الأرض إلى عالم السماء، حيث سدرة المنتهى، ثم الرجوع بعد ذلك إلى المسجد الحرام، يقول تعالى: "وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى"
وقد حدثت الرحلتان في ليلة واحدة، وكان زمنها قبل الهجرة بسَنَةٍ.على أرجح الأقوال وقد تمت الرحلتان بروح الرسول وجسده.
تمت ليلة الإسراء والمعراج في منتصف فترة الرسالة الإسلامية ما بين السنة الحادية عشرة إلى السنة الثانية عشرة منذ أعلن النبي محمد أن الله أرسل جبريل يكلفه برسالته الدينية ليبلغها إلى قبيلته قريش ومن ثم إلى البشرية.
يحمل حدث الإسراء والمعراج عدة معان يظل نبعها متدفقا على مدى الدهر، ففيها التقى النبي الكريم "ص" الأنبياء والصديقين مرتين، مرة عند إسرائه من مكة، حيث صلى بهم في المسجد الأقصى، ثم التقى ببعضهم في رحلة المعراج إلى السماء وهي الرحلة التي كان ختامها عند سدرة المنتهى ولقاء خالق الأكوان، حيث تم فرض الصوات الخمس على المسلمين.. والرحلة تؤكد على مكانة النبي عند الله وبين الأنبياء.
تحمل الرحلة بين معانيها قضية الإيمان بما ليس مرئيا ولامحسوسا – الإيمان الروحي- فبينما كان أبوبكر يصدّق على كل مايرويه النبي من مشاهدات في رحلته، حتى أنه سمي الصديق من وقتها، فقد كان الأمر أكبر على عقول البعض وأرواحهم، ومن بينهم مسلمون، ارتد بعضهم من شدة رفضهم للحدث والفكرة.
يؤكد حدث الإسراء والمعراج أهمية المسجد الأقصى -ثالث الحرمين الشريفين- عند المسلمين والديانات الأخرى، الأمر الذي يستوجب الذود عنه وتحريره من الاحتلال الصهيوني، وهي القضية المركزية للعرب والمسلمين.
عبدالرحيم كمال

ليست هناك تعليقات: