10‏/03‏/2013

الكابتن غزالي





لم يكن "الكابتن غزالي" يعرف أنه قد ابتلي بالشعر، إلا حين اضطرته أحداث نكسة 1967 وحرب الاستنزاف، لينخرط فورا في المقاومة الشعبية، ثم يكوّن فرقة "ولاد الأرض" التي كان أعضاؤها من أفراد المقاومة.. ليمتشق آلة السمسمية ويطلق أشعاره قذائف من لهب تبث الحماس في قلوب الجيش والمقاومة.
قبل النكسة كان "الكابتن غزالي" ممارسا لدوره الوطني –بعيدا عن الشعر- بقناعاته الخاصة، وقد انضم لصفوف الفدائيين ضد الاحتلال الإنجليزي منذ العام 1946، وبعد قيام ثورة يوليو 1952 أصبح أمينا للشباب، وكان مؤمنا بمصر وبدورها وأهميتها في العالم.
استمد "غزالي" لقب "الكابتن" الذي التصق به دون أسماء وألقاب أخرى كثيرة، من ممارسته لرياضة المصارعة، فقد كان مصارعا وحاز بطولة "المملكة المصرية" قبل قيام الثورة، كما أنه مارس تدريب المصارعين الشباب بعد ذلك.
رغم ارتباط "الكابتن غزالي" بالسويس، إلا أن جذوره صعيدية، فمسقط رأسه في قرية "أبنود" بمحافظة قنا، وهي القرية التي ينتمي لها وينتسب الشاعر "عبدالرحمن الأبنودي"، وقد وٌلد الكابتن في عام 1928 .
وكما اختارت أغاني المقاومة فنانها، فقد اختار هو طريقه في الحياة عن وعي وإدراك، وهو طريق النضال الوطني والمقاومة الشعبية، وعند وقوع النكسة، رفض فكرة "التهجير" والابتعاد عن السويس، شأن كثيرين رابضوا في مواقعهم واكتفوا بنقل أهلهم إلى محافظات مصر المختلفة بعيدا عن الحرب، وحيث الأمان متوافر بنسبة أكبر، في مدن الدلتا أو الصعيد.. ليعود الشباب ويكوّنوا بذور المقاومة الشعبية، التي انخرط فيها كثيرون من شباب مصر، ويختط "الكابتن غزالي" خطه الخاص في الحياة والمقاومة، وليكشف الموقف عن شاعرية متوهجة تبدع أشعارها لتسكن القلوب وتترنم بها الألسن.
قدم "الكابتن" مع فرقة "ولاد الأرض" 600 أغنية كانت بمثابة بيانات عسكرية تترجم الأحداث في كلمات ملتهبة، تلتهب معها المشاعر.
رغم أهمية كل أغاني "الكابتن غزالي" فإن من أهمها:
"بينا ياللا بينا
نحرر أراضينا
وعضم اخواتنا..
نلمه نلمه
نسنه نسنه
ونعمل منه مدافع..
وندافع
ونجيب النصر..
هدية لمصر"
وكتب أيضا: «غنى يا سمسمية/ لرصاصة البندقية/ ولكل إيد قوية/ حاضنة زنودها المدافع/ غنى لكل دارس/ فى الجامعة والمدارس/ ولمجد بلاده مارس»
رغم سنواته الـ 85، فإن "الكابتن" مايزال منحازا للناس أكثر من أي شئ، فاتحا بيته وقلبه لهم، ممارسا دوره النضالي الصعب في تثقيفهم، ويرى أن بقاءه مع الناس تكريم أهم من إطلاق اسمه على أحد شوارع السويس، ويظل منحازا للأمل والمستقبل ليهدي لثورة 25 يناير قوله:
"طالعة من التحرير ثورة ما شاء الله عليها
ثورة شباب مغاوير طاهرة لا شىء عليها
طالعة من التحرير موالها سلمية
الشهداء تلال نور والشهقة عربية
والشعب هو الجيش والثورة مصرية"

ليست هناك تعليقات: